مقدمةشكلت فترة السعديين فترة متميزة من تاريخ المغرب ،حيث تغيرت اوصاع المغرب تغييرا عميقا في العصر السعدي في جميع الميادين ،الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية ،واستبدلت حالة الضعف و التمزق و الانقسام التي خيمت على ربوع المغرب، خلال نهاية العهد المريني (الوطاسي) طوال القرن التاسع الهجري الخامس عشر الميلادي بحالة من القوة و الوحدة، حيث انطلق نفوذهم من درعة وسوس، بتزعمهم للجهاد ضد البرتغاليين في سواحل سوس وبمساعدة من قبائل هذه الاخيرة و مباركة من علمائها ، لتنتشر دعوتهم وسيطرتهم على المغرب شيئا فشيئا، ويؤسسوا بذلك لقوة كبيرة في المنطقة ،وضعت حدا للاطماع الاروبية و العثمانية المتنافسة للسيطرة على المغرب الاقصى، من خلال محطات صدام كان اكبرها واعظمها معركة وادي المخازن[1]،بل اكثر من ذلك تمكنت من مد مجالها في اتجاه الجنوب ليشمل السوادن الغربي ايضا .ويعتبر مؤلف "الدولة السعدية التكمادارتية" من اهم المؤلفات التي الفت لهذه المرحلة من تاريخ المغرب، فبالاضافة الى انه يستمد اهميته من اهمية المرحلة نفسها، فانه يتميز عن غيره من المصادر التي تناولت نفس الفترة التاريخية في المغرب، بمميزات تجعله من اهم المصادر التي يلجأ اليها للتأريخ لدولة السعديين في جميع مراحلها ،فقد لقي المؤلف اهتماما من طرف المؤرخين و اولهم الافراني[2] في كتابه نزهة الحادي ،رغم امساكه- على غير عادته في ذكر مصادره- عن ذكر المجهول الا مرة واحدة اثناء ذكره لحادث تسليم حجرة بادس للاسبان من طرف محمد الغالب حيث يقول:" (ونظير هذا قضيته مع أهل غرناطة,وأطال فيها بما استكفيت أما عن كتبه هنا,وهذه أمور شنيعة إن صح فعلها,ولست ادخل في عهدتها,إنما رايتها في أوراق مجهولة المؤلف,اشتملت على ذم الدولة السعدية,وظني أنها من وضع بعض أعدائهم,لحطه من قدرهم,وإخراجهم عن النسب الشريف,ووصف دولتهم بالخبيثة.)[3] أما أبو القاسم الزياني[4] فقد نقل عن المجهول دون أن يأتي على ذكره ولو مرة واحدة.يقول الزياني(وقد وقفت على تاريخ لطيف لبعض فقهاء مكناسة,لم اعرف مؤلفه.)[5].وقد وقع اختيارنا على هذا المؤلف لما ذكرنا له من اهمية ، و لاسباب عديدة واعتبارات يمكن تلخيصها في نقطتين اساسيتين :· ان المؤلف اعتمد على معايشته للاحداث من جهة ،وبشكل اساسي على الرواية الشفوية من جهة ثانية.· كونه يؤرخ للاحداث من وجهة نظرناقدة"مناهضة" و "معارضة" ما جعله يزخر باحداث ووقائع لم تتناولها المصادر الاخرى ربما احتياطا و خوفا من تبعاتها، واخذا بالاعتبار لهذا المعطى -وبقدر اهميته -فان الحذر يظل مطلبا اساسيا في التعامل مع مثل هذه المؤلفات حيث اننا نرى انه من الخطا منهجيا الاعتماد عليها منفردة، ولأجل ذلك فقد تبنينا منهجية خاصة لدراسة المؤلف تنبني على منهج المقارنة مع مصادر اخرى لنفس الفترة..الدولة السعدية التكمادارتية[6]: المخطوطتوجد من المخطوط ست نسخ موزعة كالاتي[7]:- نسخة- مختصرة جدا- توجد في ملكية اسرة سلوية.-نسخة بالمكتبة الوطنية بباريس تحت رقم 5429- نسخة بالمكتبة الوطنية بمدريد .- نسختين بالخزانة الوطنية بالرباط تحت رقم 2295و ك1006.- نسخة بالخزانة الحسنية تحت رقم 3276.الاسباني.G.COLIN وذلك سنة 1924 و نشر نصه العربي سنة 1934 من طرفFAGNAN كما ترجمه الى الفرنسيةالدولة السعدية التكمادارتية:الكتاب المحقق.المؤلف: لمؤلف مجهول.لم يول الافراني اهتماما للتعريف بالمؤلف المجهول,حيث أشار إلى انه ينقل عمن لا يوثق به,أما الزياني فرغم إشارته إلى مكناسة في قولته السابقة إلا أن ذلك لا يعني أن المؤلف من مكناس,فقد يعني ذلك صاحب النسخة لا المؤلف,أما بروفنصال فقد اعتمد على الوصف للمؤلف لمدينة فاس ليستنتج انه من فاس,في حين ذهب كولان إلى أن المؤلف مكناسي من بقايا بني وطاس,حل بفاس,واستقر بها.تقديم وتحقيق :عبد الرحيم بنحادة[8].الناشر: عيون المقالات.الطبعة الاولى 1994دار تينمل للطباعة و النشر.عدد الصفحات 126 صفحة من الحجم المتوسط.ملاحظات عامة:إن كتاب الدولة السعدية التكمدارتية يدخل ضمن صنف "الحوليات",وتكمن قيمته في نوعية المصادر التي اعتمدها,حيث أن تلك المصادر كلها شفوية,واستقى معلوماته و معطياته من شخصيات عايشت الأحداث وشاركت فيها، حتى عندما يتعلق الأمر بأحداث وقعت خارج المغرب.وهكذا اعتمد على شخصية السيد علي هارون [9] لنقل أحدات الصراع الو طاسي-السعدي,وعلى شخصية السيد محمد السمراوي[10] لنقل أخبار الصراع بين عبد الملك المعتصم وابن أخيه محمد المتوكل,بينما استمد أخبار فتح السودان من شخصية مجهولة.وهذا الاعتماد على الرواية الشفوية هو ما يجعل كتاب "الدولة السعدية التكمدارتية" متميزا عن باقي الكتابات التاريخية التي تناولت تاريخ الدولة السعدية.إلا أن الملاحظ بعد الاطلاع على الكتاب هو عدم وجود توازن في المعلومات الواردة فيه فيما يتعلق بالأمراء والسلاطين مثلا حيث نال عصر محمد الشيخ السعدي والمأمون بن احمد الحيز الأكبر,على عكس المنصور السعدي الذي خصصت له صفحات قليلة-رغم انه العصر الذهبي لهذه الدولة-,وفيما يتعلق بالعلماء فقد أفاض في الحديث عن العلماء المعارضين للدولة السعدية كاالونشريسي[11] ,بينما تجاهل علماء الفترة السعدية,ولم يأت على ذكرهم إلا مرة واحدة في شخص العلامة عبد الرحمان بن سيدي محمد الفاسي,[12]بل أكثر من ذلك وصفهم عند الحديث عن فتح السودان بالمتفقهة[13].وفيما يتعلق بالأماكن نجده يولي عناية كبيرة لمدينة فاس والأحداث التي عاشتها,بينما لم يهتم كثيرا بمراكش , والوقائع التي عرفتها.ويمكن ادراج الاحداث البارزة التي ارخ لها كتاب الدولة السعدية التكمادارتية الى ثلاث مراحل اساسية :· مرحلة و احداث مرتبطة بنشأة الدولة السعدية وتكوين نواتها:- أبو عبد الله القائم بامرالله (1510-1517).- احمد الأعرج (1517-1540).-امتداد الفتوحات(1540-1557).* عصر المجد والازدهار :- الحرب ضد الأتراك:أبو عبد الله محمد الغالب (1557-1573).- الصراع حول الحكم ,ومعركة وادي المخازن:أ-محمد المتوكل(1573-1575).ب-عبد الملك المعتصم(1575-1578).- فتح السودان والصحراء,ومرحلة القوة: احمد المنصور الذهبي(1578-1603).* فترة الضعف والانحلال-الثورات الشعبية والنزاع حول الملك:أبو فارس ومجمد الشيخ من جهة وزيدان بن احمد المنصور من جهة ثانية(1603-1627).-الصراع حول الحكم بين أبناء زيدان:أ-عبد الملك بن زيدان(1627-1630).ب -الوليد بن زيدان(1630-1635).ج-محمد الشيخ الأصغر بن زيدان(1635-1653).مجال المغرب الجنوبي في الكتاب.شكل مجال الجنوب المغربي بمكوناته الاربعة (سوس – درعة-تافيلالت- الصحراء) بالنسبة للدولة السعدية كما هو الشان لجل الدول التي سبقتهم منطلقا و قاعدة خلفية لانشاء دولتهم، والسيطرة على كامل المغرب الاقصى ،وهي مهمة لم تكن طفرة في تاريخ المجال في فترة تاريخية معينة ،انما هي نتيجة تراكمات تاريخية موغلة في القدم، ترجع الى مغرب ماقبل التاريخ .حيث كان هذا المجال حلقة وصل المغرب بمحيطه.ولهذا الاعتبار فلاغرابة في ان يكون مجال المغرب الجنوبي قد فرض اهتمام المؤرخين و الباحثين على اختلاف اطيافهم واهدافهم ، وهكذا فاننا نسجل و نحن نقرأ مؤلف الدولة السعدية التكمادارتية حضور مجال الجنوب المغربي في ابعاده الثلاثة (السلطة – والمجتمع – الدين ) بدرجات مختلفة وبصفة متباينة ،حيث نسجل الحضور الطاغي و القوي لبعد السلطة على حساب البعدين الاخرين (المجتمع و الدين)اللذان لم يكن حضورهما كافيا ،واكتفى المؤلف المجهول بالنزر القليل مما زخر به المجال االجنوبي من الناحية الاجتماعية في ارتباط بالاقتصادي و الفكري و الثقافي ،خلال الفترة السعدية،ويمكن تفسير هذا "التغييب" باهداف المؤلف المجهول وسياق كتابته للمؤلف التي ذكرناها سابقا.وقد ارتاينا في محاولتنا لتتبع المجال الجنوبي للمغرب في مؤلف الدولة السعدية التكمادارتية فعل ذلك وفق تسلسل كرونولوجي ينبني على المراحل "الزمنية" لتطور الدولة السعدية و المذكورة انفا ( مرحلة النشاة- مرحلة القوة والتوسع –مرحلة التدهور و النزاعات حول الحكم).السلطةمرحلة تكوين الدولة.كان هذا البعد حا ضرا من خلال الحديث عن مساهمة كل من محمد الأعرج وأخيه احمد الأعرج في الجهاد ضد البرتغال بسوس[14] ودرعة[15],ورحيلهما إلى مراكش للحصول على المعونة من السلطان الو طاسي أبي عبد الله محمد للجهاد ضد النصارى,ثم عند دخولهما إلى مراكش بعد هزمهما للوطاسيين في موقعة أبي عقبة قرب مراكش. وأخيرا عند حديثه عن مبايعة أهل مراكش لمحمد الشيخ المهدي.(بايعوه بعد خلعه لأخيه الأعرج ووضعه تحت الإقامة الجبرية).ان أول ملاحظة يمكن تسجيلها هي تجاهل المؤلف المجهول لنسب السعديين وعدم الإشارة له بصفة نهائية.بينما أشار إليه مؤلف "نزهة الحادي..." في قوله (أما عمود نسبهم فقد ذكره غير واحد من المؤرخين’ورفعه من لا يحصى من الشيوخ المعتبرين,وهذا نصه :محمد المهدي بن محمد القايم بأمر الله بن عبد الرحمان.......بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه,وفا طمة رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم)[16] أما جهاد الأخوين ضد النصارى فأورده من خلال قوله(وخرج معهم هو وولده الى محل يقال له افغل من بلاد حاحة ’ وترك ولده الآخر الأصغر.......وبباكر مع العدو ويراوحه.)[17]ثم أورد موقعة أبي عقبة في قوله(فالتقيا بابي عقبة احد مشارع وادي العبيد,فوقعت الهزيمة على المر يني.)[18] كما نجد الإشارة إلى بيعة محمد الشيخ المهدي في قوله(قال في شرح درة السلوك,كانت بيعة ابي عبد الله المهدي سنة إحدى وخمسين وتسعمائة.) [19]مرحلة التوسعفي هذه المرحلة من تاريخ الدولة السعدية,كان الجنوب المغربي حاضرا في كتاب الدولة السعدية التكمدارتية حيث نجد الإشارة إلى بسط محمد الشيخ لنفوذه على المناطق الممتدة من أم الربيع إلى أطراف سوس,وقد أكد محمد الصغير هذا الحدث في قوله(فاستولى على البلاد التي كانت بيده وبيد أخيه أبي العباس من إقليم تادلا إلى وادي نول.)[20] ثم يشير المؤلف المجهول إلى حدث إحضار السطان محمد الو طاسي أسيرا مع أسرته وأتباعه وخدامه إلى مراكش وموته بها مسموما مع 40 رجلا.وهو مالم نجد له أثرا لدى محمد الصغير.ثم يأتي حدث رجوع محمد الشيخ المهدي إلى مراكش بعد هزيمته أمام أبي حسون[21] .يقول محمد الصغير في اشارة إلى نفس الحدث(ثم إن اباعبدالله محمدا الشيخ لما وصل الى مراكش بعد الكناية عليه...)[22] ويورد المجهول بعد ذلك خبر مقتل ابي حسون في معركة عين افحام,وقطع راسه وارساله الى مراكش.أما محمد الصغير فلم يذكر شيئا عن حز رأس أبي حسون,حيث قال(فلم يزل أبو عبد الله محمد الشيخ محاصرا له إلى أن قتل أبي حسون.)[23] ثم نصل إلى إيراد المجهول لحدث وصول محمد الشيخ إلى تارودانت وإقامته بها ,ومقتله على يد رئيس الانكشارية صالح الكاهية ,واخذ رأسه بعمارة مملوءة بالملح والنخالة ,ومرور القتلة بتافيلالت[24],ومبيتهم في أطرافها.ومما يشير إلى هذا الحدث عند الافراني قوله (ولما قدم صالح الكاهية فرحوا به[25] ...لم يزل مع أصحابه ينظرون في المكيدة....إلى أن أمكنتهم الفرصة منه...فضربوه بشاقور ضربة واحدة أبانوا بها رأسه عن جسده,واحتملوه في مخلاة...وخرجوا عامدين إلى جهة سجلماسة[26].)[27]عصر القوة والازدهارالحرب ضد الأتراكيبرز الجنوب المغربي في هذه المرحلة من خلال ذكر المجهول لأسر مولاي عبد الله الغالب لأخيه , وإرساله لمراكش,وقتله بها.وقد أورد الافراني هذا الخبر في قوله(ولما رجع ابوعبدالله من معركته تلك,[28] أمربقتل أخيه أبي سعيد عثمان لأمر نقمه عليه,فقتل في السنة المذكورة[29]) [30] ثم يشيرالمجهول إلى تواجد ابني محمد الشيخ المهدي,مولاي عبد الملك ومولاي احمد بسجلماسة قبل فرارهما إلى تلمسان ،وقد أورد الافراني الخبر في قوله(كان مولانا عبد المالك الغازي واحمد المنصوربسجلماسة,وحين بلغتهما وفاة أبيهما,واستيلاء أخيهما على الملك بعده,فرا إلى تلمسان.)[31] .وأورد المجهول بعد ذلك نزول مولاي عبد الله الغالب إلى مراكش,ومبايعته من طرف أهلها,ثم مقاتلته للترك بقصبة تارودانت ومحاصرتهم بها إلى أن قضى عليهم,ورجوعه إلى مراكش.حيث استقبل بعد ذلك أمير السلطان مراد العثماني , الذي استقر بمراكش ثمانية أيام قبل عودته محملا بالهدايا. وختمت هذه الفترة بذكر حدث وفاة مولاي عبد الله الغالب بمراكش[32] ,ودفنه بها,وإذا كان المجهول أشار إلى موته بسبب شق الصيام عليه لإصابته بداء الضيقة,فقد أضاف انه مات مخمورا.أما الافراني,فأورد قولة الفقيه ابن القاضي [33] في شرح درة السلوك (توفي ابومحمد بسبب غم ...وهذا الغم الذي كان يعتريه هو المسمى ...بالضيقة) وزاد الافراني(وذكر غيره انه توفي بشوال بسبب تكلفه الصيام.). [34] لقد شاع بين الناس إن مولاي عبد الله الغالب توفي ساجدا.إلا أن كلا من المؤلف المجهول والافراني اتفقا على تكذيب هذا الخبر.أما إشارة المؤلف المجهول إلى وفاة مولاي عبد الله الغالب مخمورا,فلم نجد ما يؤكده لدى الافراني.الصراع حول الحكم,ومعركة وادي المخازن.كان لبعد السلطة حضور كبير وهام في أحداث هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ الدولة السعدية ,والتي ذكرها المؤلف المجهول في كتابه "الدولة السعدية التكمدارتية" أهمها: وصول محمد المتوكل إلى مراكش ,واكتمال البيعة له,وإعداده الجيش لمواجهة مولاي عبد الملك. وهذا ما أورده كذلك الافراني في كتابه حين قال(وكان أبوه عهد له بالخلافة في حياته,فلما توفي أبوه, انعقدت له البيعة المستانقة بحضرة مراكش.)[35] وأورد المجهول خبر هزيمة المتوكل أمام عبد الملك, وفراره إلى مراكش,ونجد تأكيدا لهذا الحدث لدى الافراني في قوله(فارتاع محمد لذلك,وانقلب منهزما, وانتهبت خزائنه,واوقدوا فيها النار)[36] .ثم يأتي بعد ذلك حدث إعداد محمد المتوكل للجيش مرة ثانية, وخروجه لملاقاة خصميه عند وادي الريحان ,حيث هزم وهرب جبال سوس بعد استيلائه على أموال الخزينة,وقد أشار الافراني إلى هذا الحدث بقوله(فالتقى الجمعان بموضع يقال له خندق الريحان.... فكانت الهزيمة أيضا على محمد بن عبد الله ,وفر مثل دابة وعادته.)[37] وبعد فرار المتوكل,دخل مولاي عبد الملك إلى مراكش,واستقر بها ,ليطارد المتوكل و أتباعه إلى حدود الساقية الحمراء,وتمت الإشارة الى هذا الحدث في نزهة الحادي في قول صاحبه(فلما استقر لمراكش[38] لحق أخوه السلطان أبو مروان ودخلها وأقام بها مدة,ثم خرج منها في طلب ابن أخيه)[39] .وحسب المؤلف المجهول فان المتوكل,عاد مرة أخرى إلى مراكش واستقر بها مدة عشرين يوما,ثم هرب بعد علمه بقدوم خصميه,يقول الافراني (وبلغ الخبر أبا مروان بحلول محمد مراكش,فرجع مسرعا إلى أن وافاه بمراكش فحاصره بها.)[40] وستتوالى الأحداث بعد ذلك تباعا إلى أن نصل إلى النتائج المترتبة عن معركة الملوك الثلاثة.معركة وادي المخازن حيث سيكون الجنوب المغربي مسرحا لمجموعة من الأحداث المهمة. لقد كان من نتائج معركة وادي المخازن وفاة السلطان أبو مروان عبد الملك المعتصم داخل خيمته التي نصبت في ساحة المعركة.وقد كان مريضا.وقتل الملك البرتغالي سباستيان غريقا.كما وجد محمد المتوكل غريقا.إلا أن الحدث الذي يهمنا لان له علاقة بالجنوب المغربي هو مااورده المؤلف المجهول عن خبر وصول جثة محمد المتوكل إلى مراكش بعد سلخها,وحشوها تبنا,ثم الطواف بها وسط المدينة. قال الناصري( وبحث في القتلى عن محمد بن عبد الله...فوجد غريقا...فاستخرجه الغواصون,وسلخ وحشي جلده تبنا,وطيف به في مراكش وغيرها من البلاد.)[41] بعد ذلك يورد المجهول خبر استقرار احمد المنصور بمراكش. يقول الناصري(أمر المنصور المأمون أن يرجع إلى حضرة فاس,ودخل المنصور حضرته,[42] وتم غرضه[43].)[44] ويقول صاحب نزهة الحادي (أمر المنصور المأمون أن يرجع إلى حضرة فاس.فرجع,ودخل المنصور إلى حضرته السعيدة مراكش حرسها الله تعالى.)[45]. وقبل الخوض في الأحداث التي أعقبت وفاة السلطان احمد المنصور الذهبي.نشير إلى ملاحظة سبق أن أثرناها في مقدمة هذا العمل المتواضع,وهي عدم تخصيص المؤلف المجهول عهد المنصور بما يستحق من اهتمام خاصة وان فترة حكمه كانت من أهم مراحل الدولة السعدية.فقد نحا المجهول منحى معاكسا لكل من الناصري والافراني,وأبي القاسم الزياني الذين أولوا عهد المنصور العناية التي يستحقها.مما يدل على ان المجهول كان فعلا من المعارضين لسياسات الدولة السعدية.مرحلة التدهور و النزاعات حول الحكم.بعد وفاة المنصور اذن وقعت مجموعة من الا حداث في اطار الصراع حول الحكم بين ابناء المنصور واخوته اهمها:*دخول عبدالله ولد محمد الشيخ المامون الى مراكش بعد هزمه لعمه ابي فارس.*تدخل مولاي زيدان استجابة لطلب أهل مراكش,وهروب مولاي عبد الله إلى فاس.*تقسيم البلاد بين أبي فارس وزيدان,حيث حكم الأول من تادلة إلى سوس,مع إلحاق درعة بعمالة مراكش,وسجلماسة بعمالة فاس.*إطلاق أبي فارس لسراح أخيه محمد الشيخ المأمون,وخروجه من مراكش للالتحاق بمحلة بن أخيه عبد الملك.*هزم عبد الله بن محمد الشيخ المأمون لعمه أبي فارس,ودخوله لمراكش.*ثورته سكان مراكش ضد المولى عبد الله,وطرده منها,واستدعاؤهم زيدان لمبايعته مرة أخرى بعد سيطرته سجلماسة ودرعة.*انتصار المولى عبد الله على زيدان عند تافيلالت,واسترجاعه لمراكش مرة أخرى.*هروب قائد جيش المولى زيدان إلى سجلماسة ودرعة.*تكتل أهل مراكش ضد جيش مولاي عبد الله,وقتل غدد من قادته,ومبايعتهم مرة أخرى لزيدان ليعود إلى مراكش.*ثورة ابن أبي محلي الذي هزم زيدان,واحتل سجلماسة ودرعة,ثم مراكش,وهروب المولى زيدان إلى سوس.*استنجاد زيدان بالفقيه يحيى بن عبد الله الحاحي الذي هزم ابن محلي ليعود زيدان إلى مراكش.*مقتل المولى زيدان بمراكش,من طر العلوج سنة 1628م,ودفنه بها.*تولي الوليد بن زيدان للسلطة بعد قتل أخيه عبد الملك من طوف العلوج بإيعاز منه.*مقتل الوليد على يد العلوج سنة 1635م.*تولي بن زيدان محمد الشيخ الاصغربعد مبايعته م طرف أهل مراكش.إن هذه الأحداث التي أشار إليها المجهول.أوردها محمد بن الطيب القادري في فصلين من مؤلفه نشر المثاني تحت عنوان :- فتنة أبناء المنصور بعد وفاته.المجتمع.لاحظنا من خلال دراستنا لمؤلف "الدولة السعدية التكمدارتية" حضور البعد الاجتماعي بالمغرب بشكل عام و بالجنوب بشكل خاص لكن المؤلف حاول الاقتصارفيه و تحويره من جانبه السلبي فقط من خلال تركيزه على بعض الازمات التي عانى منها المجتمع في تلك الفتر و خاصة ما يتعلق بالاوبئة و المجاعات واختصر انجازات المخزن السعدي في ضريبة "النائبة" و تحاشا الحديث عن اي انجاز من اي نوع اخر،حيث انه من المثبت تاريخيا في المصادر الاخرى ان فترة السعديين شهدت تطورا اجتماعيا لا على المستوى الثقافي و الفكري و لا على المستوى الاقتصادي،ومن اهم الاحداث الاجتماعية في الجنوب المغربي التي اوردها المجهول في مؤلفه :* إشارته إلى بناء قصبة تارودانت في عهد محمد الشيخ المهدي .* فرض ضريبة النائبة[47] لأول مرة في المغرب دون تمييز بين الجبال والسهول,بما في ذلك رجال الزوايا و الشرفاء. يقول الناصري(وقول اليفرني ,ا ن ابا عبد الله الشيخ هو أول من احدث النائبة بالمغرب.)[48] وقوله(فمن ذلك انه فرض على قبائل المغرب الضريبة المسماة في لسان العامة بالنائبة,ولم ينزه عنها شريفا ولا مشروفا.)[49]* يشير المجهول أيضا إلى ان أيام عبد الله الغالب كانت أيام هدنة وعافية مما يدل على نوع من الاستقرار والأمن الذي عرفه المجتمع,كما تدل إشارته إلى بيع القمح بربع دينار للوسق على نوع من الرخاء الاقتصادي.* يشير المجهول كذلك إلى بيع القمح بي احمد المنصور بعد معركة وادي المخازن بأربعين أوقية للوسق. يقول الناصري(لما انتهب الناس غنيمة وادي المخازن...فظهر اثر ذلك من غلاء وغيره) [50].ثم تلا ذلك عام كحيكحة حيث كان الناس يسعلون ثم يموتون بعد ثلاثة أيام اواربعة(وفي هذه السنة أيضا أصاب الناس ...سعال كثير قل من سلم منه...فسمى العامة تلك السنة سنة كحيكحة)[51]* وأشار المجهول أيضا إلى وباء 1595م الذي لم يتم تحديده حيث توفي بمراكش ألفا شخص.(وعلى اثر وباء لم يتم تحديده ,وقد حدث سنة 1004ه/1595م عد حوالي ألف من الموتى بفاس,وألفين بمراكش.)[52] ثم أشار إلى الفتن التي كثرت بعد موت احمد المنصور,وهو يريد بذلك ثورة أبي فارس (1603م).وثورة محمد الشيخ المأمون (1613م).وثورة ابن أبي محلي(1613م).وثورة أبي حسون (1623م).كما أشار المجهول إلى المجاعة التي امتدت 3 سنوات ابتداء من سنة 1603م(وتحدث فاجدا أيضا عن مجاعة استمرت ثلاث سنوات منذ عام 1012ه/1603م,حيث كان الأطفال ينتفخون كالقرب)[53] وهي نفس المجاعة التي تحدث عنها كتاب التواريخ في نص عبراني من نصوصه(..وقد فنى وباد اهل فاسبالمجاعة....حتى صار ربع القب من القمح بسبعة عشر اوقية[54])[55]الدينلم ينل البعد الديني اهمية في ارتباطه بالجنوب المغربي في مؤلف الدولة السعدية التكمادارتية ما يفتح المجال لعدة تساؤلات حول اسباب ذلك التي لاتعدو ان تخرج عما ذكرناه انفا من قبيل هدف و خلفية المؤلف المجهول من كتابته للمؤلف، خصوصا اذا اخذنا بعين الاعتبار ان الوازع الديني الجهادي كان من وراء مبايعة السوسيين للسعديين و بالتالي وراء قيام دولتهم بمساندة ومباركة من اكبر مؤسسة دينية بالمغرب انذاك الا و هي الزاوية الجزولية ،وعلى اي فان المجال الديني ليس بالجنوب فقط بل في المغرب عامة ظل مغيبا في الكتاب اللهم اشارتين اثنتين نوردهما كلاتي: .*في الفصل الأول من الكتاب وردت كلمة المحاضر(يقرؤون بالمحاضر) ومنها نفهم ان المجهول حاول التنقيص من القيمة العلمية للسعدين وكذا لزاويتهم ودورها العلمي في المنطقة التي كانت فرعا من فروع الزاوية الجزولية بتكمادارت .*تنبؤ الفقيه بكون احمد الأعرج وأخيه محمد الشيخ المهدي سيكون لهما شان عظيم وإمارة على أهل المغرب,وتصديق الناس لتنبؤاته دليل على إيمانهم بتمتعه بصفات خارقة وهو ماانبنت عليه قصة مبايعته بالاضافة الى قضية الشرف و العلم التي اجمعت المصادر الاخرى على توفرها في السعديين ،وهذا يفسر في نفس الآن سعي المجهول الى الطعن فيها لدى السعديين فبدأ بالنسب من خلال اسم الكتاب وثنى بالتنقيص من اشعاعهم العلمي و الديني(فيهم الادباء و العلماء)[56] من خلال قوله (يقرؤون بالمحاضر).*في عهد احمد المنصور يورد المؤلف موافقة العلماء والفقهاء على قتل جنود المنصور للمسلمين بالسودان واخذ أموالهم وتمليك عيالهم......وهي قضية قد اسالت الكثير من المداد وشكلت موضوع عديد الدراسات ، حول ما اذا كان غزوا ام فتحا...وهي ليست قضيتنا في هذا العمل. مايهم بالنسبة لنا ان هذه النقطة بالضبط هي التي استطعنا من خلالها الربط بين مؤلف " الدولة السعدية التكمادارتية " و كتاب "مناهل الصفا [57]"للفشتالي [58]حيث اوردها الفشتالي ايضا في مناهل الصفا ، فاتفق الاثنان على مساندة وترخيص العلماء للمنصور فتح السودان ولكنهما اختلفا في تاويل الحدث فاعتبره المجهول قتلا وغزوا وسلبا...واعتبره الفشتالي نصرا ونشرا لدين الله وتقوية لشوكة المسلمين... و كل منهما يحاجج من موقعه وبصفته .خلاصات واستنتاجات.ان مصنف الدولة السعدية التكمادارتية للمجهول ، يمثل وثيقة هامة لا محيد عنها في دراسة تاريخ المغرب عامة و تاريخ الدولة السعدية في علاقته بمجال المغرب الجنوبي و باعتباره منطلقها و قاعدتها الخلفية خاصة. وقد تمكنا من خلال احتكاكنا بهذا الكتاب ان نقف بالملموس على بعض المميزات و الخصائص التي تنسحب على جميع المؤلفات من نفس النوع،حيت توصلنا بالمناولة انها تتطلب منهجية خاصة تتاسس على الاحتطياط و الحذر دون الانجرار الى درجة الضحض و النفي من جهة ومن جهة ثانية عدم الانحياز للمؤلف اوتبني رؤيته للاحداث ،هذه الرؤية قد لاتبدو لنا من بين ثنايا الكلمات و السطور بل تبدو لنا واضحة من خلال الاحداث و الحقائق التي ساقها"انطقها"في كتابه فالمجهول مثلا في "الدولة السعدية التكمادارتية" "انطق" كتابه باحداث تاريخية –دون غيرها- في غالبيتها مرتبطة باحداث تحسب على السعديين و لا تحسب لهم ،من قبيل الصراعات السياسية و العسكرية المختلفة ...كما يلاحظ انه استعمل حتى الكوارث الطبيعية كالمجاعات و الاوبئة....وهو بذلك انما يسوق احداثا في طبيعتها التاريخية حقيقية -و تاكدنا من ذلك من خلال مقابلة الكتاب بكتب اخرى – الا انها في جوهرها و في كليتها تعكس بوضوح ذاتية المجهول و خلفيته"السياسية" الناقدة و المعارضة للسعديين ،كما انها لاتمثل الا النزر القليل من اوضاع الجنوب المغربي الاجتماعية و الدينية و السياسية في عهد السعديين سواء من الجانب الايجابي او السلبي الذي ركز عليه المجهول، واذا ما اردنا ان نسوق مثالا مضادا لكتاب"الدولة السعدية التكمادارتية "فاننا لن نجد افضل من "مناهل الصفا "للفشتالي" مؤرخ المنصور السعدي و كاتبه ،لقد وجدنا صعوبة في المقابلة بين مصنفي الرجلين لانهما من نفس النوع ،فاذا كان المجهول ظهرت ذاتيته الناقدة "المناهضة" من خلال انطاق احداث بعينها، فان الثاني (الفشتالي) غلبت على مولفه ذاتيته كموظف سلطاني من خلال انطاق احداث معينة ايضا .و باعتبار تضاد الطرحين واهدافهما وخلفياتهما فان فان الاحداث و الوقائع التي دونها المجهول ليست هي التي دونها الفشتالي وهنا تكمن صعوبة المقابلة بينهما من حيث الاحداث، وهما بهذا المعنى في نظرنا مضنفان مهمان متكاملان يكمل احدهما الاخر، و لتجاوز هذه الصعوبة لجانا الى مصنفات اخرى لتحقيق الاحداث عند المجهول توسيعا للمادة المصدرية كالافراني و الزياني و الناصري....وعلى العموم فان هذا العمل المتواضع شكل فرصة لنا لشحذ مهارة التعامل مع المصادر الاساسية ، ومكننا من تكوين تصور واضح حول علاقة المؤرخ بالحقائق و بان الاهتمام بالحدث و حده لايكفي دون الاحاطة بالسياقات العامة لهذه الاحداث و بالذهنيات التي تتحكم فيها و بشخصية المؤرخ الذي دونها .بيبليوغرافيا- مجهول,الدولة السعدية التكمادارتية,تحقيق و تقديم عبد الرحم بنحادة,دار تنمل للطباعة,ط1،1994.- اليفرني,محمد الصغير,نزهة الحادي في اخبار القرن الحادي,نشر هوداس,1888.- الناصري ,احمد بن خالد,الاستقصا لاخبار المغرب الاقصى,ج5,ط- الزياني,ابو القاسم,الترجمان المعرب,مخطوط الخزانة العامة ,الرباط رقم658.- الفشتالي,عبد العزيز,مناهل الصفا في مآثر موالينا الشرفاء,دراسة وتحقيق عبد الكريم كريم,مطبوعات وزارة الاوقاف و الشؤون الاسلامية.- معلمة المغرب,الجمعية المغربية للتاليف و الترجمة و النشر,الرباط1989.- عائلة ابن دنان الفاسية الغرناطية,كتاب التواريخ او تاريخ مدينة فاس,تطوان,ط2,سنة2006\2007.- القادري,محمد بن الطيب,نشر المثاني لاهل القرن الدي عشر و الثاني,تحقيق محمد حجي و احمد التوفيق,ج 1,الرباط1977.- حركات ابراهيم,السياسة والمجتمع في العصر السعدي والدين,دار الرشاد الحديثة 1987.- افا,عمر,مسالة النقود في المغرب في القرن التاسع عشر(سوس 1822\1906) ,منشورات كلية الاداب و العلوم الانسانية اكادير,1988.
[1] معركة وادي المخازن أو معركة الملوك الثلاثة هي معركة قامت بين بلاد المغرب الأقصى والبرتغال في 30 جمادى الآخرة 986 هـ، 4 أغسطس 1578م. تطور الأمر من نزاع على السلطة بين محمد المتوكل والسلطان أبو مروان عبد الملك إلى حرب مع البرتغال بقيادة الملك سبستيان الذي حاول القيام بحملة صليبية للسيطرة على جميع شواطئ المغرب، وكي لا تعيد الدولة المغربية بمعاونة العثمانيين الكرّة على الأندلس. انتصر المغاربة، وفقدت الإمبراطورية البرتغالية في هذه المعركة سيادتها وملكها وجيشها والعديد من رجال الدولة، ولم يبق من العائلة المالكة إلا شخص واحد ثم عادت الإمبراطورية البرتغالية بعد 93 سنة من سيادة إسبانيا عليها.[2] هو أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله الإفراني أواليفرني ،الملقب بالصَغير . اختلف المؤرخون في ضبط نسبه فمنهم من يرجع نسبه إلى قبيلة بني يفرن من البربر، في جنوبي المغرب . بدأ دراسة العلوم بمسقط رأسه على جماعة من الأعيان كالشيخ أحمد بن علي المداسي المراكشي . ارتحل لطلب العلم بفاس في جامع القرويين حيث أخذ عن عدد من كبار العلماء، من أمثال: أحمد بن عبد الحيّ الحلبي و محمد ابن عبد الرحمن بن عبد القادر الفاسي . بعدما أنهى الافراني دراسته بفاس سنة (1130هـ/1717م)، عاد إلى موطنه مراكش، و بدأ التدريس بها، وكان يدرس العلوم الإسلامية عموما من تفسير و حديث و فقه. كما عمل إماماً وخطيباً في المسجد اليوسفي في مراكش .[3],الافراني,نزهة الحادي في أخبار ملوك الحادي,نشر هوداس,باريس 1888,ص39[4] أبو القاسم الزياني (1147 هـ- 1249 هـ، 1734 - 1833م)، وزير ومؤرخ الدولة العلوية، كان من كبار موظفي الدولة. قام بأسفار كثيرة وزار مناطق عديدة مثل تركيا ومصر وسوريا وسواحل أوروبا الجنوبية، واستطاع أن يكتب خمسة عشر مصنفًا كبير الحجم. وترجع شهرته الجغرافية إلى كتابه في أدب الرحلات الترجمانة الكبرى الذي جمع فيه أخبار العالم وعلومه.[6] نسبة الى بلدة تاكمادارت"تقع هذه المدينة على مسافة قريبة من الحدود الليبية ...يتميز اهلها بالنفة و الكبرياء لان فيهم الادباء و العلماء وهي مسقط راس الشرفاء.."افريقيا لكربخال الصفحة149.[8] استاذ في كلية العلوم الاجتماعية والانسانية. شغل د. بنحادة منصب عميد كلية العلوم الإنسانية في جامعة محمد الخامس - أكدال في الرباط، المغرب. اهتماماته البحثية تتمحور حول تاريخ المغرب الحديث، تاريخ العلاقات الإسلامية الإسلامية، تاريخ العلاقات بين الدولة العثمانية وأوروبا من القرن السادس عشر إلى نهاية القرن الثامن عشر.[11] أحمد بن يحي الونشريسي المعروف بأبو العباس الونشريسي 834هـ /1430م - 914هـ / 1509م، هو الونشريسي مولدا ومبدأ، التلمساني منشأ وأصلا، الفاسي منزلا ومدفنا، من علماء الجزائر الأعلام وفقهائها البارزين في القرن التاسع الهجري. اسمه الكامل أبو العباس أحمد بن يحيى الونشريسي أو كما عرف نفسه في عدة وثائق له وعرفه معاصروه بأنه أحمد بن يحي بن محمد بن عبد الواحد بن علي الونشريسي، وسمي بالونشريسي نسبة إلى موطنه الأصلي بجبال الونشريس. ولد حوالي سنة ( 834هـ /1430م)بمنطقة الحجالوة بجبال الونشريس (بلدية الأزهرية حاليا ولاية تيسمسيلت) في الجزائر حيث حفظ القرآن وتعلم مبادئ العربية في كتاب قريته.[12] هو أبو زيد عبد الرحمن ابن الشيخ عبد القادر الفاسي الفِهري، ولد بمدينة فاس وبها نشأ، وأخذ عن والده عبد القادر بن علي بن يوسف الفاسي (ت. 1091 هـ)، وعمّه أحمد بن علي الفاسي (ت. 1062 هـ)، وقريبه محمد بن أحمد بن أبي المحاسن الفاسي (ت. 1084 هـ)، و الشيخ حمدون بن محمد الأبار (ت. 1071 هـ) وأحمد بن محمد الزموري (ت. 1057 هـ)، وأحمد بن محمد القلصادي (ت. 1063 هـ)، ومحمد بن أحمد الصبّاغ (ت. 1076 هـ.)[14] "يبتدئ في غرب نوميد على شاطئ المحيط الاطلسي من راس "أغير"الى راس نون ...يحده المحيط غربا و رمال ليبيا جنوبا و درعة شرقا و سوس البربر شمالا...ّافريقيا كربخال. الصفحة 139.[15] "تشكل درعة اقليا هاما من نوميديا و ترجع تسمية درعة الى النهر الكبير...ان اهم المحاور التجارية مع اقاليم درعة تمر بالطرق الؤدية من فاس الى تمبكتو و موريتانيا.."نفس المصدر اعلاه ص144.[16], محمد الصغير بن الحاج, "نزهة الحادي في أخبار ملوك الحادي" طبع على يد بردين بمدينة انجي عام 1888,ص 3[21] كان مدعما من طرف الأتراك انتقاما من محولة محمد الشيخ السيطرة على تلمسان,ووصوله إلى حدود وادي شلف.[24] "تتاخم صحراء الظهرة اهلها مؤذبون اثرياء,تنتج اجود ما في نوميديا من تمار,يتوارد عليها التجار من شتى الآفاق حتى من اوروبا."افريقيا كربخال.[26] "تقع في جانب واد زيز و لها اسوار عالية وجميلة ما زالت اثارها قائمة تمر منها القوافل الراحلة الى السودان او القادمة منه يوجد بها كثير من المساجد و المدارس"كربخال,افريقيا ج 3 ص153ز[38]يقصد هنا أبا العباس المنصور أخ عبد الملك,والذي سبق أخاه إلى مراكش.[46] "نشر المثاني لأهل القرن الحادي عشر والثاني" محمد بن الطيب القادري.ج1.تحقيق محمد حجي,واحمد التوفيق.ص 107-108.[47] النائبة بمعنى الضريبة، استعملها السعديون فيما فرضوه على الناس. وكانت أول (نائبة) فرضت سنة 916/1510 ببيضة واحدة لكل كانون، ثم درهم، وتطورت بعد ذلك إلى أن صارات مبالغ مهمة أواخر أيام محمد المهدي الشبخ.[55] عائلة ابن دنان الفاسية الغرناطية,كتاب التواريخ او تاريخ مدينة فاس,ترجمة,عبد العزيز شهبر,ط2006\2007,ص24[57] ابي فارس عبد العزيز الفشتالي,مناهل الصفا في مآثر موالينا الشرفاء,تحقيق عبد الكريم كريم, ص78,79.
4 التعليقات:
شكرااا
شكرا على المرور.
ساعدوني على بحث المجتمع المغاربي ؤطبقته في غهد الدولة السعدية
شكراااا على المجهود المبذول تحياتي للجميع
إرسال تعليق