لايختلف اثنان في ان ظهور الورق شكل حدثا
مفصليا في تاريخ البشرية ونهضتها،حيت لعب هذا الحدث دورا اساسيا في تطور الكتابة و
الكتاب وانتشارهما،ليفرض هذا الاخير نفسة كاداة مثالية لحفظ الثرات الانساني ونقله
زمنيا و جغرافيا ،بعد ان تم ولمدة طويلة الاعتماد في ذلك على الحفظ والتذكر .
و ا ذا كان الانتقال من الحفظ و التذكر الى الكتابة و الكتاب مرحلة ذات
قيمة في تاريخ البشرية جمعاء ،فان مرحلة الانتقال من الكتاب المنسوخ يدويا الى
المطبوع لا تقل اهمية و تاثيرا ليس في تاريخ الكتاب فحسب، بل في تاريخ الانسانية
كلها ايضا.حيث لعبت الطباعة دورا اساسيا في نشر المعرفة والعلوم في المجتمعات على
نطاق واسع وشكلت المطبعة ايضا محركا من محركات النهضة الاوروبية التي بدات شمسها
تبزغ خلال مطلع القرن الخامس عشر،هذه النهضة التي لعبت من جهتها دورا محوريا و
محفزا في ظهور المطبعة اولا ثم في
انتشارها و تطورها ثانيا،فانتعشت الحركة الفكرية و الثقافية باوروبا ،وتمكن الكتاب
ان يغزو المجتمع الاوروبي ويكون في متناول
الجميع في ظرف وجيز.
اما في العالم الاسلامي ،فقد كانت الاستفادة من مزايا هذا الاكتشاف الجديد متاخرة
في كل الوطن العربي الاسلامي كنتيجة مباشرة لوضع ثقافي و سياسي و اجتماعي و
اقتصادي خاص، لم يكن مؤهلا لتقبل مثل هذا التغيير الكبير، لكن الطباعة ورغم تاخر
ذلك ستتمكن من فرض نفسها كاداة لا محيد عنها لموا كبة ركب التطور الانساني.
وكان المغرب اخر هذه الدول العربية الاسلامية التي تبدا تجربتها مع المطبعة و الكتاب المطبوع،
وكان ذلك في سنة 1964م بمبادرة شخصية من احد ابناءه[1] ، و
لا تختلف عوامل هذا التاخر المغربي كثيرا عن التي سببت ذلك في الوطن العربي ،و هي
تلك الاوضاع العامة السائدة انذاك. و حتى بعد هذا الظهور الفجائي للمطبعة في
المغرب ،فقد كانت في بدايتها وخصوصا في فترة هيمنة المخزن عليها،دون تاثير يذكر
على مستوى الانتاجية ، اما على المستوى المعنوي فقد كانت مطبعة الروداني فاتحة
ثقافة جديدة للطبع و النشر في المغرب،في انتظار توفر باقي الشروط و العوامل الكفيلة
بانجاح التجربة.
فماهي
الطباعة اذن و كيف ظهرت؟ ماهي عوامل ظهورها الاول في اروبا و كيف انتشرت فيها ؟
ماهي عوامل تاخر ذلك في المغرب و العالم الاسلامي؟ كيف وصلت الى المغرب وكيف تم
استغلالها؟ كيف اثرت المطبعة في انتاج و انتشار الكتاب كما وكيفا؟
مفهوم الطباعة
يقال طبع الشيء :اي صوره بصورة ما.
طبع الدرهم :اي نقشه وسكه.
طبع الكتاب : اي صف كلماته لنقلها على
حامل"ورق مثلا" بواسطة الات مطبعية.
في الموسوعة البريطانية : تعرف الطباعة
بكونها" فن او عملية نقل الحروف و الرموز و الرسوم عن طريق الضغط فوق الورق ا
و غيره من المساحات القابلة للطبع باستعمال مواد معينة كالحبر و الصمغ
الزيتي"[2]
فصطلح الطباعة اذن حسب هذه التعاريف هو مجموع العمليات و التقنيات التي
بواسطتها يتم انتاج الكتاب في صيغته النهائية و هي ثلاثة انواع:
1} الطباعة المتحركة او التيبو غرافية : و هي
التي اكتشفها الالماني يوهان كوتنبرغ في اواسط القرن الخامس عشر.
2} الطباعة الحجرية او الليتوغرافية :اخترعها
الماني اخر هو الوزير سونيفلدر حوالي 1796م و تسمى ايضا الطباعة الكيميائية.
3} الطباعة بالصفائح المعدنية و تجهل هوية
مكتشفها.
ظهور الطباعة
1) الصين و الشرق الاقصى:
يجمع كثير من الباحثين ان ظهور تكنولوجيا الطباعة في اوروبا في اواسط القرن
الخامس عشر لم يكن طفرة في تاريخ الكتاب و انما كان ذلك نتيجة سيرورة طويلة ونتاج
حضاري انساني استمر قرونا عديدة اسهمت في بناءه البشرية شرقا و غربا فبدا بالصين و
انتهى باوروبا.
فاذا
كانت الصين يعود لها الفضل في اكتشاف صناعة الورق ، فان هذه الاخيرة هي صاحبة
السبق ايضا في التجارب الاولى للطباعة ،لامناص لدارس الموضوع من ان يتطرق اليها
باعتبارها اللبنات الاولى في هذا الارث الحضاري الانساني. ففي الصين كانت الطباعة
تمارس منذ القرن الثامن ان لم يكن قبله[3] ،
وكانت هذه الطريقة في الطباعة تسمى " الطباعة بالقوالب الخشبية" ، حيث
يستعمل لوح خشبي منقوش لطباعة صفحة من نص ما، وبدات في الصين لطبع النصوص المقدسة
حفاظا عليها من التغيير الذي يطالها جراء عمليات النسخ اليدوي. و انطلاقا من الصين
انتشرت هذه التقنية في الشرق الاقصى خصوصا اليابان و كوريا،حيث قام هذان الشعبان
بطبع نصوص لازالت قائمة الى الآن[4] .
2)
الطباعة في اوروبا:
السياق العام:
خلال مطلع القرن الخامس عشر بدات تظهر البوادر الاولى للنهضة الاوروبية مع
ما رافق ذلك من تغييرات على المجتمع الاروبي على جميع الاصعدة الاقتصادية و
الاجتماعية و الثقافية فلقد برزت في اوروبا ذلك الوقت عوامل عديدة سرعت في اتجاه
اكتشاف المطبعة حيث انها ادت الى ارتفاع الطلب على الكتاب و يمكن ايجاز بعض هذه
العوامل في:[5]
_ الانخفاظ المتزايد في نسب الامية باروبا حيث
انتشرت ثقافة القراءة و الكتابة باعتبارهما الاداة الجديدة للرقي الاجتماعي بدل
اتقان فنون القتال و الحرب مما كان سائدا في اوروبا ، مماجعل الطلب على الكتاب
يرتفع .
_ ظهور انظمة و مؤسسات
تعليمية حديثة - مدارس و جامعات
ومعاهد....- شكل الكتاب اداتها الاساسية
في التلقين و التدريس.
_ادى تطورالاوضاع للاقتصادية في اوروبا الى ظهور طبقة اجتماعية جديدة
-البرجوازية- واهتمت بالكتاب وسعت في الحصول عليه.
_ ازدهار الحركة الثقافية و العلمية وارتفاع الانتاج الفكري الذي شمل جميع
المجالات المعرفية بل ظهرت اخرى جديدة.
كل هذه العوامل وغيرها دفعت الاروبين الى
التفكير في سبل ناجحة لتلبية الطلب المزايد باضطراد على الكتاب الذي لم يعد الامكان ان يلبيه النساخون او
الطباعة بالقوالب الخشبية.
مطبعة كوتنبرغ:
افلح الالماني يوهان كوتنبرغ[6]
(1397م-1468) في مسقط راسه بماينس الالمانية[7] في
اكتشاف اول الة للطباعة و ذلك في اواسط القرن الخامس عشر وهي الة ذات مميزات تقنية فعالة. هذه المميزات اهلتها لان يصنفها
الباحثون على انها الحدث المفصلي الذي يؤرخ لبداية الطباعة في العالم.و فاقت بكثير
اساليب الطباعة السائدة انذاك وهي الطباعة بالقوالب الخشبية التي لم تستطع حل
الاشكال الذي كان يطرح بحدة الا و هو الانتاج الواسع و الصناعي للكتاب ،فقد كان
العمل البطيء و المضني لحفر الالواح الخشبية خصوصا اذا كان النص طويلا اضافة الى
السرعة التي تتلاشى بها النقوش في الالواح، عائقا حد من قدرة هذه التقنية على
تلبية الطلبات المتزايدة على الكتب .
وتعرف مطبعة كوتنبرغ باسماء مثل :'المطبعة المتحركة' او 'المطبعة التيبوغرافيا'
استفاد كوتنبرغ في صناعتها من الموقع الجغرافي لماينس التي كانت تمثل مركزا تجاريا
على نهر الراين تلتقي فيه الطرق التجارية وتزدهر فيه صياغة المعادن كالذهب و الفضة
وسك النقود،بالاضافة الى اشتهارها بمعاصر العنب ، وهو ما زاوجه كوتنبرغ في الته ،
حروف معدنية ، معدة من المعدن
المصهور(رصاص-برنز) في قوالب خاصة للحصول على الحرف المناسب[8]
تطورت هذه القوالب فيما بعد لتصنع من معادن اكثر مقاومة مثل النحاس و الفولاذ[9]
،تنضدد[10] هذه
الحوف لتكوين نص في صفحة ثم ترتب الصفحات و تطبع. وكان اول كتاب طبعه كوتنبرغ هو
التوراة ذات الاثنا و الاربعين سطرا[11].
فتحت تقنية كوتنبرغ هذه الباب على مصراعيه لبداية عهد جديد من تاريخ الكتاب رغم انها نتجت كردة فعل لتغيير جذري في
المجتمع الاروبي ، الا انها ساهمت بشكل كبير في نشره وتنشيط الحلركة الفكرية بنشر
الكتاب و ثقافته خصوصا في صفوف الطبقة الحديثة التشكل آنذاك 'البورجوازية'،كما ادت
هذه التقنية ايضا الى التخفيض من ثمن الكتاب وظهولر المكتبات الخاصة و العامة في
اوروبا ،وانهاء احتكار الكنيسة للكتاب. ورغم ان هذه التقنية تبدو بدائية بالمقارنة
مع ما سينتج عن تطويرها فيما بعد ، فقد نجح روادها الاوائل في انتاج تحف مطبعية
(كتب) لا تزال تشكل مثار اعجاب المتخصصين و الباحثين.
3) انتشار المطبعة في اوروبا ونتائجه:
انتشار المطبعة في اوروبا:
مباشرة بعد انكشاف سر مطبعة كوتنبرغ بعد تشتيت الامير ادولف لسكان ماينس
ومن بينهم الذين كانوا يعملون في مطبعة كوتنبرغ ذاع صيتها في المانيا اولا ثم في
اروبا بعد ذلك في ظرف وجيز ،فوصلت ايطاليا سنة 1469م واشتهرت فيها مدينة فينيسيا
كمركز للكتاب المطبوع[12] ثم
باريس و فرنسا بشكل عام سنة 1470م ثم
اسبانيا في العقد السابع من القرن الخامس عشر ثم انكلترا في نفس الفترة،فقد انشئت
مطابع في اكثر من 250 مكانا في اوروبا ،25 منها في المانيا و 80 في ايطاليا و 43
في فرنسا[13]
ويفسر هذا الانتشار السريع للمطبعة في اوروبا بالحماس الذي استقبلت به لدى جميع
اطياف المجتمع الاوروبي ساسة و رجال دين و مواطنينن[14]
،نظرا للوعي الذي كان لديهم كل من موقعه حول الاهمية الكبيرة لهذا الاختراع و سعيهم للاستفاذة منه
،لذلك كثير من الاوروبيين انذك يصفون هذا
الانجاز بكونه الهاما و هبة سماوية من الله لخير الانسان.[15]
وبحلول 1500م كانت هذه المطابع المنتشرة في اوروبا قد انتجت ما يناهز 27 الف طبعة
جرى تداولها في المدن الاروبية[16] و
هو ما يعني على افتراض مدى طباعي قدره 500 نسخة للطبعة الواحدة انتشار حوالي 13
مليون كتاب لسكان اوروبا البالغ عددهم انذاك 100 مليون [17] ومن
هذه الكتب طبع مليون كتاب في فينيسيا الايطالية وحدها[18].
ورغم صعوبة تحديد و ضبط المعطيات المتعلقة سواء بالكتب التي صدرت او عدد
النسخ التي طبعت منها في القرنين الخامس عشر و السادس عشر[19] وفشل
جميع المحاولات التي حاولت ضبط ذلك[20]
فاننا على الاقل نخرج باستنتاج و انطباع مفاده ان هذا الانتاج كان جد ضخم بالنظر
الى جدة المطبعة ما يؤشر الى ان المجتمع الاروبي كان مهيأ لمثل هذا التغيير و
التطور.
نتائج انتشار المطبعة في اروبا:
انتاج الكتاب المخطوط: ظل الكتاب المخطوط يقاوم زحف الكتاب المطبوع
ذي المزايا التقنية و التجارية العديدة،فلم يستطع هذا الاخير (المطبوع) ان يزيح
الكتاب المخطوط بشكل فوري[21] حيث
استمر المخطوط ولو بدرجة اقل مما كان عليه، لعقود بعد ظهور المطبعة وساهم في هذا
الاستمرار بشكل اساسي" التباهي بين هوات جمع الكتب النفيسة ، او الحاجة الى
بعض النصوص التي يستحيل طبعها، او التي تطبع بنسخ قليلة"[22] ومن
الطبيعي ان يسبب هذا التراجع الكبير للمخطوط ضررا للنساخين بدرجات مختلفة حسب
البلدان و الفترة[23]الا
انهم ورغم ذلك استمروا في النسخ لدائرة معينة من الناس، كانت ترى في المخطوط رمزا
لسمو المكانة الاجتماعية وتميزا عن باقي طبقات المجتمع. ومع ذلك فقد ظلت فئة
النساخين ومهنة النساخة تندثر شيئا فشيئا، ففي فرنسا مثلا بلغ عدد النساخين ستة
الاف سنة 1470م لينخفض العدد الى النصف بعد عشر سنوات [24] وهو
مثال يمكن تعميم مدلوله على باقي الدول الاوروبي.
على
المستوى العلمي و الثقافي: ادت المطبعة في اوروبا الى انتاج كم هائل من الكتب
مع ما يمكن ان يعنيه ذلك من نتائج على المستوى الفكري و الثقافي ، ويمكننا اجمال
تاثير الكتاب المطبوع على هذا المستوى فيما يلي: -
انتشار القراءة و الكتابة في المجتمع الاوبي بشكل متزايد وظهور استعمال اللغات الاوروبية المحلية كلغات لنشر الادب و العلوم.
- شكل الكتاب المطبوع جسرا للتواصل بين افراد المجتمع الواحد و كذا بين
شعوب اوروبا ووسيلة فعالة لانتقال الافكار و تبادلها في هذه الفترة التي شهدت تطور
الفكر الاوروبي. -
ارتفاع وثيرة الانتاج الفكري و العلمي مع ظهور انواع جديدة كادب التسلية كما نشطت
حركة الترجمة للتراث الانساني الى اللغات الاوروبية. -
ظهور الصحافة كوسيط جديد للتواصل ذاخل المجتمع الاوروبي خلق دينامية جديدة فيه
خصوصا غلى المستوى السياسي.
على
المستوى الاقتصادي و الاجتماعي: لم تكن هذه الثورة في عالم الكتاب لتمر دون ان
تحدث اثارا اقتصادية على المجتمع الاوروبي، فصحيح ان حدوثها استفاد من ازدهار
اقتصادي كانت تعيشه المانيا خلال تلك الفترة الا انها ايضا خلفت نتائج اقتصادية و
اجتماعية مهمة منها: ازدهار تجارة الكتاب:حيث ظهر الكتاب كسلعة تجارية ذات
مردودية ربحية عالية، تسوق باساليب تجارية حديثة ،حيث كان الناشر يدرس الجدوى
التجارية لاي كتاب قبل طبعه وطرحه في السوق،معتمدا في ذلك على عملاء تجاريين
يدرسون الطلب على الكتاب بزيارة المعارض و نشر الملصقات و الاستقصاء المباشر...
ونتيجة لذلك ظهرت ترسانة قانونية تنظم تجارة الكتب لحفظ حقوق المؤلفين و الناشرين.
ظهور
حرف و انشطة اقتصادية جديدة: في حين كانت حرفة النساخة تختفي من اوروبا بسبب
ظهور المطبعة و انتشارها ،كانت حرف جديدة بالمقابل تطفو و تظهر في جميع المدن
الاوروبية التي شهدت نشاطا مطبعيا مكثفا ،وهكذا ظهرت فئات اجتماعية جديدة ارتبطت
انشطتها الاقتصادية بالطبع و الطباعة منها المشتغلون بالمطبعة نفسها كالمنضد و
الطباع و محضر الحروف المعدنية وصناعة الحبر و توزيعه و ازدهار صناعة الورق
وتوزيعه و تجار الكتب بانواع مختلفة(الكبار و الصغار)....و غيرهم[25].
4) الكتاب العربي المطبوع في اوروبا:
لم تكن الحداثة الاوروبية خلال القرنين الخامس عشر و السادس عشر لتاتي من
فراغ و لا لتؤسس على ما خلفته اوروبا القرون الوسطى من ثرات لقلته و ضآلته لما
عاششته اوروبا في تلك الفترة من تاخر و تخلف حضاري، و انما تاسست هذه النهضة على
التراث العالمي كله،و بخاصة منه ما خلفته الحصارة العربية الاسلامية في جميع
المجالات العلمية سواء على مستوى التاليف و الكتابة او على مستوى ترجمة الاعمال
القديمة كثرات انساني[26] فقد
انتقل الكتاب العربي الى الضفة الشمالية للمتوسط كنتيجة مباشرة من العوامل كان
اهمها اكتكاك الاروبيين بالمسلمين في عديد المحطات التاريخية و كذا التقارب
الجغرافي بينهما في حوض المتوسط ،كما ان سطوع نجم حضارة العرب و المسلمين في القرون الوسطى جعله محط اهتمام غيرهم خاصة الاوروبيين. لهذا
فانه و بالرغم من تاخر العرب و المسلمين في استعمال المطبعة في بلدانهم ، فانه لا
يعني غياب الكتاب العربي من صنف الكتب المطبوعة خاصة في القرن السادس عشر
،فبالاضافة الى اعمال الطباعة التي شهدها الكتاب العربي الى اللغات الاوروبية و
خصوصا في ايطاليا ، فقد تم طبع عدد من الكتب العربية في اوائل القرن السادس عشر
خصوصا بفانو الايطالية[27] حيث
طبعت عدد من الكتب الدينية المسيحية و
العلمية باللغة العربية ك:القانون و النجاة لابن سينا – طبع القرآن الكريم
بالبندقية –الكافية لابن الحاجب – الاجرومية لابن اجروم-نزهة المشتاق للادريسي –كتاب
تحرير اصول اقليدس...[28]وانشئت
اول مطبعة عربية في اوروبا سنة 1584م بروما و سميت "المطبعة الشرقية
الحديثية"[29]
.
من
خلال هذه الامثلة و التي لا تمثل الا القليل القليل مما طبع بالحرف العربي باوروبا،
واذا استثنينا الكتابات الغير العربية التي ترجمت الى العربية خصوصا الدينية فاننا سنلاحظ
ان الكتاب العربي الاسلامي لم يكن غائبا عن الطبع منذ القرن السادس عشر فقد استمر
الاهتمام الاروبي اذن بالتراث العربي الاسلامي في عصر النهضة كما بدا قبلها ،نظرا
لما وجدوا فيه من ابداع اثار فضولهم
المعرفي فضلا عن ادوار الحضارة العربية الاسلامية التواصلية التي تتجاوز محدودية
الزمان و المكان[30]
، وشكل الكتاب العربي بذلك رافدا مهما من روافد النهضة الاوروبية الحديثة رغم ان
بعض المستشرقين الاوروبيين تغذيهم نزعة عنصرية حاولوا التنقيص من هذا الدور الا ان
.
[1]محمد
الطيب الروداني جلب مطبعة حجرية من مصر اثناء عودته من الحج سنة 1864م سنتوسع في
تفصيل الحدث في محور خاص ضمن هذا العمل.
[2] Jaoibi, Charles,”printing”, ورد النص مترجما الى العربية في كتاب مملكة الكتاب،تاريخ
الطباعة في المغرب1865 \ 1912فوزي عبد الرزاق،تعريب خالد بن الصغير، الطبعة الاولى
1996،ص77 .
[3] اسا,بريغز/بيتر بورك, التاريخ الاجتماعي للوسائط من كوتنبرغ الى
الانترنت,ترجمة:محمد,قاسم مصطفى, مجلة عالم المعرفة,عدد315 ماي2005,ص27.
[4] J.moran,printing
presses history and development from fifteenth to modern times,page 17.
[6]) الذي اتخذ لاحقا لقب كوتنبرغ نسبة الى البيت
الذي و لد فيه من اب من اسرة ثرية و ام من اسرة عادية. Hofzum
Gutenberg يوهانس جنسفلايش(
[7]تقع
ماينس في مصب نهر ماين في الراين وكانت مركزا تجاريا وثقافيا مهما في تلك الفترة ازدهرت فيها الصناعة
المعدنية كصياغة الذهب و الفضة وسك الاختام و النقوذ كما اشتهرت بعصارات العنب.
[10]التنضيد هو
عملية يقوم خلالها الطباع (المنضد) بترتيب الحروف الواحد تلو الاخر في
"المصف"(اطار خشبي يثبت الحروف ويمنع حركتها) لتشكيل صفحة ثم صفحات ترتب
و توضع كلها تحت المطبعة لطبعها.
[11] الكسندر,ستيبشفيتش, تاريخ الكتاب , ترجمة محمدم,
الارناؤوط, مجلة عالم المعرفة العدد170 ,فبراير 1993,الجزء الثاني,ص109
[12]سراج الدين,اسماعيل,وعاء المعرفة من الحجر
الى النشر الفوري,الاسكندرية,2007,ص63
[13]اسا,بريغز/بيتر
بورك,المرجع السابق ,ص28
4 التعليقات:
ما دور الطباعة في تنشيط المجال الفكري؟
ممكن الاسباب التي ادت الى ظهر الطباعة ماهي
دور الطباعة في نهضة المجتمعات
انعكاسات الطباعة
إرسال تعليق